هل مهمة المؤرخ رصد أحداث التاريخ وتدوينها وجمعها ثم تقديمها للقارئ مجردة أو مسلسلة حسب أوقاتها وتواريخها ؟ حين بدأت فكره هذا الكتاب ، وهي صعبة لأنها هامة وحساسة ، كنت أدرك تمام الإدراك أن مثل هذه المهمة تخرج عن كونها رصداً لأحداث زمنية .. فمن يفعل ذلك هو الذي يضع نفسه خارج الدائرة ، أما بالنسبة لي ، ولأنني ابن المنطقة ، فإن في أعماقي ما يجعل من هذه المهمة واجباً ، هو في الحقيقة ما يفرض علي أن أعيش مع الأحداث لحظة بلحظة ، ويضفي على الوقائع ما يمكن تسميته بالإندماج والغوص وهما بداية الطريق لاستنتاج الحقائق التي قد تكون مغطاة أو مستورة.
وقد عنيت بالتاريخ القطري، لأن هذا التاريخ يشكل جزءاً هاماً من تاريخ منطقة الخليج العربي ، وهذه الدراسات تغطي حقبة من تاريخ قطر والخليج العربي بوجه عام تقع بين الحربين العالميتين الأولى والثانية . وتتميز المواضيع التي يتعرض لها هذا الكتاب بأنها بررت بسبب انحسار النفوذ التركي عن المنطقة وتعاظم قوة النفوذ البريطاني مما يوضح بجلاء أن تاريخ قطر لا يختلف في مجمله ولا ينفصل عن تاريخ البقاع الأخرى من الخليج العربي إلا في اعتبار قطر آخر جيب اكتملت به صورة النفوذ البريطاني في المنطقة.
وهذا الكتاب ، من جهة أخرى، يكمل صورة بدأها كتابي السابق عن تطور قطر السياسي، فقد تناول ذلك الكتاب الفترة ما بين عام ١٨٦٨ و ١٩١٦ و به نلت درجة الماجستير . وقد جاء هذا الكتاب ليكمل الموضوع ، فهو يمثل الحلقة الثانية من تاريخ قطر السياسي للفترة الواقعة بين عام ١٩١٦ و ١٩٤٦ و به نلت درجة الدكتوراه، وقد ناقش هذه الرسالة الأستاذ الدكتور سيد رجب حراز ، والأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى، والأستاذ الدكتور محمد جمال الدين المسدي.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.