وضعت التطورات السياسية الداخلية التي شهدتها الولايات المتحدة عقب حرب الاستقلال، ومنذ عام 1783 حين أُقر السلام بموجب معاهدة باريس ولغاية 1789 حجر الأساس لتشكيل حكومة قوية في إطار الدستور الفدرالي، الذي اعتمد على التجربة التي رافقت نمو الجمهورية الأمريكية. مُنح المؤتمر القاري سلطة رسمية للعمل بصفة حكومة عامة لتوجيه الحرب مع بريطانيا، ومع إعلان الاستقلال نظمت المستعمرات نفسها في ولايات، صاغت وتبنت دساتير خاصة بها، واتحدت عام 1781 في ظل بنود الائتلاف الكونفدرالي، التي أثبتت عدم فاعليتها و ملائمتها بل وقصورها في الواقع. تعد حقبة الكونفدرالية من أهم الحقب التي شهدها التأريخ الأمريكي، تسارع فيها حراك الآباء المؤسسين، لإنقاذ البلاد والأمة من خطر التصدع والانقسام، والوقوع في دوامة الفوضى والاضطراب. لقد أقنعت تجربة السلام الجميع بأن الحكومة الوطنية الفاعلة والقوية شي ضروري، وان الدستور بمثابة الخلاص السياسي لابتكار نظام متكامل، إذ واجهت الولايات الثلاث عشرة العديد من المشكلات الشائكة والأزمات الجسيمة، التي تصور الجميع انها ستبدد أروع انجاز حققته حرب الاستقلال، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة. في الواقع شكّلت مواد الكونفدرالية عصبة للصداقة، إحتفظت بموجبها كل ولاية بسيادتها واستقلالها، وجميع السلطات التي لم تمنح لحكومة الولايات المتحدة، وبدأت البلاد تعاني أزمة في كل يوم. فلم تكن للمؤتمر سلطة فرض الضرائب أو تنظيم التجارتين الداخلية و الخارجية، أو حق إرغام الولايات أو الأفراد على تطبيق قراراته، أو محاكم كونفدرالية منظمة، مما جعل المؤتمر يعتمد على محاكم الولايات لتسوية الخلافات القانونية التي تنشا عن قوانينه، فتفاقم الدين الوطني والخاص، ولم تستطع الحكومة ضمان الاستخدام الحر لمياه نهر الميسسبي من الأسبان، كما لم تتمكن من إخراج القوات البريطانية من المراكز الحدودية الغربية جنوب كندا. عاود المحافظون إحياء المساعي بإنشاء سورٍ متراص من الإجراءات ضد ديمقراطية الولايات، عن طريق تعيين موظفين تنفيذيين للإشراف على أقسام المالية والحرب و الشؤون البحرية والخارجية. يكتسب هذا الموضوع أهمية بالغة في معرفة أبرز التحديات التي أعقبت حرب الاستقلال وعهد الكونفدرالية، التي كانت حاسمة وحرجة للغاية، في ظل حالة الانقسام والإحاطة بها، ولذا ارتأينا أن نتتبع التطورات التي أدار المؤتمر والولايات من خلالها الشؤون السياسية في تلك الحقبة.

What Is Blue? (Rookie Toddler)
2.250 د.ك

If I Were a Dentist (Rookie Toddler)
2.500 د.ك
وضعت التطورات السياسية الداخلية التي شهدتها الولايات المتحدة عقب حرب الاستقلال، ومنذ عام 1783 حين أُقر السلام بموجب معاهدة باريس ولغاية 1789 حجر الأساس لتشكيل حكومة قوية في إطار الدستور الفدرالي، الذي اعتمد على التجربة التي رافقت نمو الجمهورية الأمريكية.

إشتري 2 كتاب وأحصل علي الثالث مجانا علي جميع الكتب

إشتري كتابين وإحصل علي الثالث مجانا علي جميع الكتب من إختيارك
8.000 د.ك
3 متوفر في المخزون
3 متوفر في المخزون
الترقيم الدولي : 9789933495480
10
من الزوار يشاهدون هذا المنتج الآن!
-
معلومات المنتج
دار النشر: | دار ومكتبة عدنان |
المؤلف: | د. نغم طالب عبد الله |
دولة النشر: | Iraq |
عام النشر: | 2015 |
الترقيم الدولي: | 9789933495480 |
-
بيانات أخري
الصفحات: | 592 |
نوع الكتاب: | Hardbook |
تغليف الكتاب: | Softback |
التصنيف: | التاريخ و العلوم , الدراسات , العلوم السياسية , الكتب العربية , التاريخ , الدراسات , دراسات تاريخية , السياسة , السياسة الدولية |
وصف المنتج
وسائل الدفع :

أراء العملاء
تم التقييم 0 من 5
0 مراجعة
تم التقييم 5 من 5
0
تم التقييم 4 من 5
0
تم التقييم 3 من 5
0
تم التقييم 2 من 5
0
تم التقييم 1 من 5
0
كن أول من يقيم “التطورات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة الأمريكية : بعد حرب الاستقلال 1783-1789” إلغاء الرد
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.