مستقبل روسيا مع الغرب والسيناريو المحتمل هو المجال الذي يدور حوله كتاب “البوتينية” الذي يأتي محاولة لدراسة وتقييم الآفاق المحتملة لمستقبل روسيا، والأهم “المشروع الروسي” إيديولوجيا كان أم عقيدة، والذي سيحل محل الشيوعية برأي “وولتر لاكوير” المؤرخ المخضرم الذي أمضى عقوداً من حياته سابقاً لعصره في تفكيره وتنبؤاته حول الأحداث في روسيا ما بعد حقبة (الإتحاد السوفيتي).
يقدم المؤلف في هذا الكتاب، وصفاً محكماً ودقيقاً حول الإنعطافة المدوية التي قامت بها روسيا في الآونة الأخيرة هو نهج (المحافظة)، بدل تركيزه على رئيس روسيا.
عبر صفحات الكتاب يعاين لاكوير الصورة الكبيرة للمجتمع الروسي اليوم ويستعرض بسلاسة كيفية تجذر السياسات الحالية داخل سلسلة معقدة من العوامل الإجتماعية والثقافية والتاريخية المتشابكة، والتي يعود معظمها إلى الحقبة ما قبل السوفيتية.
يكشف لاكوير من خلال هذا الإستعراض المطول عن ثقافة محافظة متأصلة بعمق وواسعة الإنتشار، إيديولوجية إنعزالية رجعية مرتكزة على ثلاثة دعائم تقليدية طويلة العهد للمجتمع الروسي، وهي: إيمانٌ راسخ بالكنيسة الأرثوذكسية، وإحساس بــ “قدرٍ أوراسي” بائن، ووسواس عُصابي قهري من أعداء أجانب، وتمضي هذه الأيديولوجية في ممارسة تأثير قوي على عامة الشعب الروسي.
سوف يشكل فهم هذه المحطات التاريخية بالنسبة للقارئ، المفتاح لفهم “بوتين” وسياساته والدعم الشعبي الهائل الذي حظي به في روسيا.
إنها محاولة لدراسة وتقييم الآفاق المحتملة لمستقبل روسيا، والأهم، “المشروع الروسي” (إيديولوجيا كان أم عقيدة) الذي سيحل محل الشيوعية. ينطوي هذا المسعى على عدة سيناريوهات، بعضها مرجح على الأخرى. لسوء الحظ، فإن الأقل ترجيحاً هو ما يحصل عادة ويتحقق – أو أن بعض هذه السيناريوهات كان غريباً وغير مألوف، لدرجة أن أحداً لم يكن يجرؤ على الإتيان على ذكرها (أو لعله فعل ذلك بناءً على افتراضات خاطئة).
من بين الدستة الأخيرة من الزعماء الإثني عشر الذين جرى اختيارهم لحكم الإتحاد السوفييتي وروسيا، جميعهم، باستثناء الأخير منهم، لم يكن مجيئهم ينطوي على أية مفاجأة. فجميعهم كانوا أعضاء في المكتب السياسي للحزب، الهيئة الرسمية الحاكمة ..
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.