اعترافات روائي ناشئ
عنوان مخادع طبعاً، وإلا من يجرؤ على وصف أمبرتو ايكو بالروائي الناشئ، كتاب آخر يتحدث فيه ايكو عن فنه وأسلوبه الروائي من خلال مشواره الروائي الذي بدأ باسم الوردة وها هو يصل اليوم إلى مقبرة براغ – وضع هذا الكتاب قبل أن يكتبها فيما يبدو، لأنه لم يشر إليها أبداً -.
يمكننا وضع هذا الكتاب إلى جانب كتب ايكو أخرى والتي تناولت الفن الروائي، وهي (حاشية على اسم الوردة) و(6 نزهات في غابة السرد) و(آليات الكتابة السردية)، وكل كتب ايكو – ربما باستثناء الحاشية -، تبدأ سهلة – كطعم – للقارئ، ولكن ايكو سريعاً ما ينتقل إلى فنه الأساس أو لنقل إلى علمه الأساس فيغرقنا في مصطلحاته السيميائية وفي التأويلات، ولكن كتبه تقرأ برأيي مراراً، للروائيين الناشئين خاصة. كتاب اعترافات روائي ناشىء . لا يحدثنا هذا الكتاب عن “حقائق” المفاهيم، ولا يقول أي شيء عن “خطاطات” مسبقة يعتبرها النقاد وسيلة لقياس “كمية” المعنى وتحديد سبل انتشاره في تفاصيل القصة؛ إنه بوح، أي اعتراف بما كان من الممكن أن يظل سراً إلى الأبد، ما يسميه إيكو في هذا السياق، وفي سياقات سابقة، “حكايات السيرورة”. “سيروة التكون” و”سيرورة البناء” و”سيرورة التفكير بالأصابع”، بل يتحدث أحياناً عن السيرورة التي تنتقل من خلالها أجزاء من حياة المؤلف إلى عوالم التخييل بوحي أو في غفلة منه.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.