نفذ
لا تزال آثار العرب حية في اسبانية تشهد بفضل هذه الأمة وتنطق بامتزاج الإسلام مع الحضارة، وإن كثيراً من الأماكن في تلك البلاد خصوصاً غرناطة وقرطبة وإشبيلية بل بلنسية وطليطلة قد يظن الداخل إليها أن المسلمين تم يغادروها إلا منذ عهد قريب، وقد اندمج كثير من الأوضاع العربية في البناء بالهندسة الإسبانيولية كما اختلط اللسان الإسبانيولي بالعربي وتولدت من هذا الاقتران الفاظ خلاسية سرد منها الفاضل المحقق احمد افندي زكي جمهوراً في راحلته إلى الأندلس المنشورة في جريدة الأهرام.
وقد اتفق المحققون من مؤرخي الإفرنجة ان اسبانية كانت مجاز العلم من الشرق إلى الغرب ومبعث أشعة العرفان افاضها العرب فاستنارت بها أوروبا واهتدت بها طويلاً وقد تركوا هناك آثاراً في الصناعة والزراعة والبناء وافخم ما يقي عنهم منها مبانيهم التي لا تزال إلى الآن بهجة السياح ودهشة الناظرين على أنهم في أيامهم لم يتركوا فرعًا من فروع العلم ولا شعبة من شعب التمدن الاضربوا فيها بسهم وكانوا فيها القدوة لغيرهم فما شئت من طب وجراحة وصيدلة وفلسفة ومنطق وطبيعة وهيئة ورصد وحساب وجغرافية.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.