احتل أدب الرحلة مساحات سردية واسعة ضمن الخطابات الأدبية القديمة، وعبر تاريخها، وسيرورتها الزمنية، و كتبت في هذا الأدب مخطوطات كثيرة كان لها أهميتها الخاصة، كونها شكلت مادة معرفية مهمة، ألقت الضوء على تاريخ الشعوب والحضارات، وعلى المستوى الميثولوجي والأنثروبولوجي أيضا. و نالت مخطوطات أدب الرحلة اهتماما واسعا من قبل كثير من الجامعات الأوروبية والأمريكية والعربية، و الآسيوية، إذ دُرِست دراسات مستفيضة، و قام بتحقيقها وضبطها باحثون عديدون، ينتمون إلى مدارس أدبية وفكرية، متشعبة، ومتباينة في الآن نفسه.
و تزايد الاهتمام بأدب الرحلة في العصر الحديث، و ظهرت نصوص و خطابات جديدة، احتفت بالأسفار و المدن و البلاد ، القريبة و البعيدة، و جغرافيتها و تاريخها و حياة سكانها، أدبا وثقافة وعادات، وأعرافا وقيما اجتماعية و معرفية، و نشاطا اجتماعيا وأنثروبولوجيا وصفيا. و قد اتسمت هذه النصوص بجرأة واضحة في نقل ما هو جميل وقبيح، و مرذول ومستهجن، ووصفها، في هذه البلدان و المدن التي وصل إليها الرحالة العرب و المسلمون.
و من أحدث الكتب المعاصرة التي صدرت مستجلية آفاق أدب الرحلة، و ما كتب فيه، عارضة لأهم مدونات أدب الرحلة، قديما وحديثا، كتاب بعنوان : ( أدب الرحلة: جدلية الأنا و الآخر في عالم متغير)، قام بتأليفه مجموعة من الباحثين والأكاديميين، وأساتذة الجامعات العربية، وقام بتنسيقه، و كتب مقدمته الباحث المغربي الدكتور خالد التوزاني، و قد صدر هذا الكتاب ضمن منشورات المركز المغربي للاستثمار الثقافي ( مساق)، و مقره مدينة ( فاس) المغربية، و قامت بطباعته دار كنوز المعرفة بعمّان ( الأردن)، وصدر في طبعة أنيقة، وعلى قدر كبير من الجمال. و يضم هذا الكتاب ثلاثة وثلاثون بحثا أكاديما، بالإضافة إلى المقدمة
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.