نفذ
“هز بنجامين رأسه ونظر إلى والده مع كل ما يؤمن فيه، في عينيه، مجاهراً بحبه وقيم والده. “لن أتخلى عنها”. “بحق الله بنجامين… “نهض أوليفر وبدأ يذرع المطبخ جيئة وذهاباً. “لن تخذلها؟ لم لا؟ ماذا ستفعل فتاة في السابعة عشرة من عمرها بطفل؟ أم تنوي التخلي عنه للتبني؟” هز بنجامين رأسه مجددا. “تقول إنها تريد الاحتفاظ به”. “بنجامين، أرجوك كن منطقياً. أنت تدمر حياة ثلاثة أشخاص، وليس فقط شخصاً واحداً. أطلب من الفتاة أن تجهض”. “لا تستطيع”. “لماذا؟” “لأنها حامل في شهرها الرابع”. جلس مجدداً بصوت مكتوم. “يا لهذه الجلبة التي ورّطت نفسك فيها. ولا عجب أنك تتغيب عن الصفوف وترسب، لكن لديّ أخبار لك. سوف نجتاز هذه الفوضى معاً، لكنك ستنتقل معي إلى نيويورك في الأسبوع المقبل”. “أبي، لقد أخبرتك”. نهض بنجامين، وبدا غير صبور. “لن أتركها. إنها وحيدة وحامل، وهي تحمل طفلي. أنا أهتم بها وبالطفل”. وفجأة امتلأت عيناه بالدموع. كان متعباً ومنهكاً، ولا يريد المجادلة أكثر. فقد كانت الأمور قاسية ما يكفي بالنسبة إليه، من دون تحدي والده أيضاً. “أبي، أنا أحبها… أرجوك لا تتدخل في هذا”. لم يقل له بنجامين إنه عرض على الفتاة الزواج، لكن ساندرا رأت أن الزواج غبي. فهي لا تريد أن تنتهي بالطلاق مثل أهلها”. بكثير من الواقعية، وبأسلوب أدبي ممتع يمزج بين الحوارية السلسة واللغة الممتعة، تطرح دانيال ستيل وضمن مناخ روائي مشرق جزء من مشاكل المجتمع الأميركي بإيجابياتها وبسلبياتها. في محاولة لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في مجتمع موصوف بالرقي. تنسج دانيال ستيل شخصياتها بدقة، وتحركها ضمن مساحة تخولها التعبير والإفصاح عن الكثير مما هو معتمل في فكر الروائية المعبر عن واقع محيط بها (من قريب أو بعيد). ليس في رواية دانيال خيال مجنح، وإنما مسحة أضفت على الرواية جمالاً أدبياً لقصة على الأغلب واقعية، كما هي الحال في سائر روايتها التي تشهد نسبة مبيعات عالية، حيث قدرت بأكثر من 500 مليون نسخة، وبقدر يبدي أن الجميع يقرأ لها، وهذا بدوره يعطي شعوراً بأن المجتمع الأميركي بحاجة أكثر لقراءة نفسه في محاولة للخروج من أزماته بعد الوقوف على مسبباتها.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.