قصة مدينتين

قصتنا التي نقدمها للقارئ العربي: “”قصة مدينتين”” التي نشرت في العام 1859. وفيها يصف الصراع الذي ينشب في نفس الإنسان بين الحب والواجب، ويصور انتقال السلطة من فريق إلى آخر وما يستتبع ذلك من تحول في الأفكار وآلام للبشر.

وتجري أحداث القصة في إطار تاريخي يتناول الفترة التي قدمت فيها الثورة الفرنسية، وانعكاس هذا الإطار على حياة أسرة. والأحدث التي تواجهها في مدينتين لندن وباريس وتعطي الرسوم الملونة صورة رائعة صادقة عن تلك المرحلة التاريخية المهمة من حياة الإنسان. في سلسلة كتب المطالعة الآن أكثر من 250 كتاباً تتناول ألواناً من الموضوعات تناسب مختلف الأعمار.

تسعى مكتبة لبنان من خلال هذه السلسلة إلى تعريف الفتى العربي بروائع الأدب العالمي، وإعداده للدخول، فيما بعد، في عالم القصص الخالدة من بابه الواسع. إننا نعتقد أن من حق أبنائنا أن يكونوا فكرة صحيحة شاملة عن إنتاج القصص الذائعة الصيت في مختلف أصقاع الأرض.

على أننا نثق أن هذه القصص تصلح بالشكل الذي نقدمها فيه، للكبار أيضاً. لأننا حرصنا على ألا ننتقص من جوهر الفكرة التي يقوم عليها العمل ومن بناء الشخصيات كما أرادها المؤلفون.

وحرصنا على المحافظة على عناوين الكتب الأصلية وكذلك على أسماء العلم والأماكن، كما وردت في الأصل، رغبة في إعطاء صورة حقيقية عن الجو العام للقصص، من حيث المكان والأوضاع الاجتماعية والأحداث التاريخية، وخدمى للهدف الذي نسعى إليه وهو تمهيد الطريق للتعرف إلى الأدب العالمي. على أننا تجنبنا الخوض في تفاصيل الأسماء التي لا تتعلق مباشرة بصلب الموضوع ولا تؤثر على سير الأحداث، وذلك لكي لا نربك القارئ العربي بأسماء ثانوية الأهمية. غريبة اللفظ قليلة التواتر.

وتمتاز هذه القصص كلها بأنها شديدة التشويق، وتقوم في غالبها على المغامرات المثيرة. وأكثر هذه القصص المختارة كتبت أصلاً لترضي جمهور الشباب، وهي من هذه الناحية ترضي مشاعرهم ومبادئهم وحبهم للانطلاق واكتشاف المجهول.

إن هذه القصص جميعها، وإن تكن في غالبها على حب المغامرة تتناول أصدق المشاعر الإنسانية، وتصور كفاح الإنسان لتحقيق مثله العليا دون أن يعبأ بالتضحيات.

وزودت كتب السلسلة جميعها بمقدمات تعرف بالمؤلف كما زودت برسوم ملونة رائعة تضفي جواً من السحر على أحداث القصص، وتصور الخلفيات الاجتماعية والتاريخية أصدق تصوير.