مسافر من الجزيرة

في سياق متقن يمزج الواقع بالخيال ويتوسد التخوم الفاصلة بين التاريخ والخرافة تدور أحداث هذه الرواية التي تعد من روائع الأدب العالمي. تسلط الرواية الضوء على جوانب متعددة من المجتمع الأمريكي إبان القرن التاسع عشر وتنبئ بسقوط أسطورة الحلم الأمريكي في مهدها حينما كشرت الرأسمالية في وقت مبكر عن أنيابها وأطلقت العنان لطبقة الأثرياء لاستعباد الطبقات الكادحة وسحقها بعدما هيمنت على مقاليد الأمور في البلاد. تندرج الرواية تحت مظلة أدب المدن الفاسدة (ديستوبيا ولذلك فهي تهدف الإسقاط أقنعة المجتمعات الاستبدادية في الشرق الأمريكي الصناعي وكشف سوعاتها الطبقية والعنصرية من خلال مقارنات ومقاربات سردية متجذرة في الأدب الطوباوي أو أدب المدن الفاضلة ( يوتوبيا) الذي يزيح الستار عن فضاءات أكثر احتراماً لإنسانية البشر في الرواية ينتقل البطل من موطنه وهو جزيرة نائية بعيدة عن الشواطئ الأمريكية ترمز للمدن المثالية ويسافر إلى أرقى المناطق في أمريكا ليستكشف حقيقة هذا المجتمع الذي يتباهى باحتضانه للقيم الديمقراطية التي تجسد أسس الحضارة الغربية العريقة. وهناك يمر البطل بتجارب صادمة ومروعة ويلتقي بشخصيات مختلفة تمثل الطبقات المخملية والفئات الكادحة ويحكي لهم عن حياة الناس في جزيرة الحب والتسامح التي تركها حيث يتمتع الجميع بالمساواة والعدل والإخاء بعدما تم إلغاء وتحريم النقود وغلق المصارف إلى الأبد.