جديد
من هنا نبدأ في دراسة أهل الخيل والألعاب السحرية بعدما غيب موضوع مجتمع الحرافيش المهمش، وطبيعة دورهم في المجتمع، وما أتقنوه من مهارات وفنون وحيل في الكتابات العربية والأجنبية، وهي لكن وجدت، لم تكن بالكيفية المنتظرة من حيث العدد والنوع؛ الأمر الذي خلق فجوة بين ما يعكسه الواقع التاريخي في المجتمع من دلالات تؤكد على وجود الممتهنين للألعاب السحرية من الحرافيش. وتؤرخ الدراسة للحياة السرية والمتناقضة التي كانت تموج بها فضاءات المجتمع، وأسواقه الساهرة، واحتفالاته وتجمعاته الرخيصة التي يرتادها المهمشون والمنبوذون والطبقات الكادحة؛ بحثًا عن تسلية عابرة تنسيهم
هموم الواقع وقساوة الحياة. وهو ما يكسب الدراسة جدواها لمحاولتها الوقوف على التاريخ السري للمجتمع المصري عصر سلاطين الأيوبيين والمماليك بأسواقه ودرويه، ولتاريخ ثقافته التحتية ولروادها من طبقات المجتمع المختلفة وسجل تحولاتها وأوجاع بنيها، ولا يمكن الفصل في هذا المجال بين تحولات المجتمع وتحولات أهل الحيل والاحتيال والألعاب السحرية، فقد أد منهما في الآخر، وهذا ما تتعرض له ولتفاصيله هنا.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.