هوية الخليج : تاريخ معقد وثقافة فى خطر

في الخليج. تاريخ طويل؛ وحضارات أصيلة ومستقبل واعد. لكن هناك عدوا متربصا. تاريخ طويل ممتد لقرون عدة امتلأ بالدم والتضحية وبالثقافات المتعددة: ثقافة الصحراء التي وُلِد من رحمها ثقافة البدو والقبيلة، وثقافة الغرب التي ولدت منها ثقافة الحضر. في الصحراء كان البدء. مساحات شاسعة من الرمال والجبال القاسية توحي بالغموض في أسرارها، وتوحي بالصبر والانتظار. كما أنها توحي بكثير من مختلف الفنون؛ بداية من الشعر والقصص ومرورًا بالعمارة ونهاية بالملابس التي تتناسب وحرارة الجو . ولندرة المطر أصبح له تقديس خاص، كتبت عنه القصائد والمعلقات؛ فخلقت تاريخا طويلًا من القوة الناعمة – وهي قوة لا يستهان بها – داخل كل فرد من أبناء الخليج. وعلى مر التاريخ تعرضت دوله لكثير من الغزوات الخارجية، حاولت بكل إصرار أن تغير من هويته وتطمس قوته الناعمة. لكن لصلابة الهوية الخليجية ولصلابة شعبه في تحدي الغزو – وله بطولات في ذلك – استمرت الهوية الخليجية إلى وقتنا الحالي بطبعها المميز المتفرد. لكن في عالم القرية الواحدة ومحاولة الغرب فرض هوية العولمة لخلق المواطن العالمي لتنزعه من هويته وقوميته، يتعرض الجميع لطمس الهوية وعلينا أن نتخذ الحذر ؛ علينا أن ندعم هويتنا وبكل إصرار وعزيمة وقوة ندافع عنها. وهذا الكتاب يلقي الضوء على هوية الخليج وتاريخها، ومدى تأثير القوى الناعمة على شعب الخليج. كما إننا نعرض التهديدات التي تواجه الهوية الخليجية وكيفية مواجهتها، وكيفية الحفاظ عليها. كتاب هوية الخليج حلقة من ضمن حلقات سبق إليها غيرنا من الكتاب الغيورين على هويتنا، والجميع يعمل لمصلحة واحدة : الحفاظ على هويتنا وتاريخنا وقوتنا الناعمة.