لما كان تاريخ الأمم هو سجل أحداثها منه نتبين عوامل النجاح ، وفيه نلتمس أسباب الضعف ، ولأن تاريخ المسلمين حافل بالأمثلة العديدة على ذلك كانت هذه الدراسة التي بين أيدينا عن تاريخ الدولة العباسية والدول المستقلة ، تلك الدولة التي لعبت دورا رئيسًا في تاريخ الأمم الإسلامية سجلت فيه عوامل النجاح والازدهار ثم ما لبثت وأن تحولت إلى عوامل الضعف والانكسار.
وقد تبلور ذلك من خلال عصرين اصطلح المؤرخون على تسميتهما بالعصر العباسي الأول (عصر القوة) والعصر العباسي الثاني (عصر الضعف). وكان من الطبيعي أن تكون هناك أسباب وعوامل أدت إلى الانتقال من عصر القوة إلى عصر الصعف.
ومن هنا كانت هذه الدراسة الموجزة عن تاريخ الدولة العباسية جاءت لتركز على أهم المشكلات التي أدت إلى الانتقال من القوة إلى الضعف الذي أنتاب هذه الدولة وأدى في النهاية إلى سقوطها.
ولعل دوافعي في خوض غمار هذا الموضوع بالتركيز علي هذه المشاكل كان يهدف أن أبين أن الدولة وإنجازاتها السياسية والحضارية لا يمكن أن تولد أو تكون، أو تستمر إلا في وجود القوة ، فهي ضرورة ليست من أجل البطش والعدوان، ولكن من أجل حماية هذا الكيان الإسلامي ضد اضطهاد المشركين ، وضعاف النفوس ، وأصحاب المصالح.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.