جديد
توالت كتب تحوي مصطلحات الصوفية ومفاهيمها عبر القرون، وبذل الذين التقطوا مفرداتها وصنَّفوها ورتَّبوها جهدًا في رصدها وعرضها، لكنها لم تكن غالبًا سوى اقتباس مما تركه المتصوفة الأوائل، أو نقل أمين عنهم، معتمدة على ما جادوا به في تأملاتهم، وانفعالاتهم، وجيشان عواطفهم، وإلهاماتهم السخية.
ويختلف كتاب “قاموس الروح” عما سبقه في قيامه بتأمل مفاهيم متعلقة بالروح خصوصًا، ثم إقامة حوار حولها بين شيخٍ ومريدٍ متخيَّلَين، في محاولة للاقتراب من الأسرار الكبرى لها. وقد تأمل المؤلف الكثير من المصطلحات الصوفية، وقدم تذوقه وتفكيره الذاتي، ليجلي الغموض الذي يلتبس بعضها عبر أربع سبل هي: السرد والحوار وحضور الصورة وانسياب اللغة، مبحرًا بنا في الأحوال والمقامات والمراتب والفضائل والقيم والوسائل والمعاني.
إن هذا الكتاب محاولة لإضافة مدماك جديد في بناء التصوف الإسلامي السامق، الذي توالت عليه النوائب والعواصف والتدابير المثبطة والمحبطة، التي أرادت له أن ينهار، لكنه بقي صامدًا في وجه التطرف والخرافة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.