جديد
ماركس وفيبر” ليس كتابا تقليديا يستهدف استعراض أفكار قطبي علم الاجتماع المعروفين، بل هو فحص تفصيلي نادر نسبيا لمنطقة قليلاً ما يطرقها أحد، وهي الموقع التحليلي والمنهجي للمجتمعات الشرقية في سوسيولوجيا العلمين الكبيرين اللذين على اختلافهما حد افتراض التنافر الكامل بينهما، واعتبارهما الخطين النقيضين في كل المعرفة السوسيولوجية الحديثة – على ما في ذلك الوصف من مبالغة دفعتها متطلبات الصراع النظري والأيديولوجي في فترة الحرب الباردة بين الكتلتين الرأسمالية والشيوعية – فإنهما قد اتفقا، كل بطريقته على تطابق يثير الدهشة، في موقفهما التحليلي قبل الأيديولوجي من تلك المجتمعات بالتقائهما في تبني نظرة غربية تقليدية غلبت عليها “المركزية الأوروبية”، التي نمطت تلك المجتمعات في صورة الشرق الراكد المتخلف، الذي حبسه نمط الإنتاج الآسيوي بتعبير ماركس، أو الباتريمونيالية الهيدروليكية بتعبير فيبر، بعيدا عن التطور التاريخي الذي انفتحت أبوابه حصرا للغرب المتفرد بالحداثة، صانع الحضارة الرأسمالية غير المسبوقة تاريخيا في هذا التصور الذي لا يخلو من شوفينية حضارية غريبة على العلم.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.