باغتني صديق لي اعتاد بين الحين والآخر أن يشاركني ممارسة رياضة المشي بحركة سريعة تارة. ورياضة الجري بسرعة بطيئة تارة أخرى. حول السور الخارجي لقصر القبة. وهو يقول لي بنوع من السخرية والتهكم: “فين أيام الملك خازوق- هكذا وعن قصد منه نطقها حرف ال “خ” مكان حرف “الف” – كان عايش ومتنغنغ مع الستات ليل نهار في القصر. ويستكمل بثقة العارف والمطلع دون تدخل مني ردًا أو اِعتِراضًا قائلًا:” أصله كان نسوانجي نمرة واحد. وخورجي كأس. وأضاف بتعبير الشباب المصري هذه الأيام: يعني كان.
لم ألوم صديقي أو حتى أناقشه فيما قال. كل ما فعلته أن ابتسمت وأكملت سيري معه دون تعليق. وظني واعتقادي من داخلي بأنه لا ذنب له على الإطلاق. فقد أصبح في حكم وعرف السائد لدي كثير بيننا- أجيال توالت من الأجداد والآباء وصولًا إلى جيلي- أن الملك فاروق هو بتلك الصورة الذهنية التي ترسخت لدي الكثيرين من المصريين . وليس جميعهم. وقد مر 100عام على ميلاد الملك فاروق حيث ولد سنة 1920 (أي قرن من الزمان). ومر 50 عامًا على الوفاة حيث رحل سنة 1965(أي نصف قرن من الزمان).
وبعد تلك السنوات الطويلة. لا زالت هناك جوانب عديدة في طَيّ الكِتمان وغير معروفة لدي الكثيرين. بعد أن كان الجانب هو الظاهر والمعلن دائمًا. فالتاريخ لن يصبح تاريخًأ يستحق الاعتزاز به والتقدير له. ما لم تتم تنقيته من الشوائب. وما لم تجر إعادته إلى مسيرته الصحيحة.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.