الأصول العربية للغة والفلسفة

انهض أخي العربي

لسنا وإن أحسابنا كرمت     يوما على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا   تبني ونفعل مثلما فعلوا
المتوكل بن عبد الله الليثي الكناني                                        

عندما يفقد الإنسان شعوره بالماضي يفقد شخصيته، كذلك حال الأمم فالأمة بلا ماضي أمة بلا شخصية، وإذا كان في عصرنا أمم تكونت حديثاً لا تملك شخصية حضارية، لأنها بلا ماضٍ وتعاني من الشعور بالنقص من جهة، والتعالي من جهة أخرى بسبب التقدم العلمي والتكنولوجي الذي أحرزته، مستفيدة مما تم إنجازه في الحضارة العربية يضاف إلى ذلك أطماعها الاستعمارية لنهب ثروات شعوب الأمم الأخرى، هذه الأمم حديثة التكوين، وللأسباب التي أوردناها عملت على تزييف التاريخ الحضاري للبشرية، بهدف طمس معالم حضارات الأمم الأخرى، والادعاء بأنها صانعة الحضارة، وخالقة الفلسفة، ومبتكرة العلوم، لا يوجد في تاريخ الحضارة البشرية سواها.
إلا أن التاريخ الحضاري الذي صنعه أجدادنا منذ بداية الحياة في هذه الأرض، والشواهد التي تركوها تخليدا لحضارتهم وهي الحضارة الأولى للبشرية، كذبت جميع ادعاءاتهم، وقد ساعد على ذلك التقدم. التكنولوجي، واستخدام الطرق العلمية في دراسة المكتشفات الأثرية.