قصص وأخبار من روادته امرأة عن نفسه فأبى واستعصم

هذا كتاب لطيف في بابه، فريد في موضوعه وأبوابه، حاولتُ أَنْ أَجمع فيه ما وقع لي أثناء القراءة والمطالعة من تلك النماذج المُشرقة، والأخبار المُضِينَة مِنْ صَبْر الأوائل والأسلاف على عظيم المحن، وشديد الفِتَن، في الاعتصام بالله عن الشهوات، والتحامي عن بالغ النَّزَواتِ، والتغاضي عن الحرام، والتنكب عن عادات الفساق واللئام، هذا مع تهيأ الأسباب، وانغلاق الأبواب، وحضور النشوة، واشتعال الشهوة، وظهور بوارق اللذة ومع اتحاد هؤلاء جميعًا (من الأوائل والأسلاف) في التنكب عن مسالك الشيطان، واتفاقهم في الابتعاد عن المزالِقِ المُوَصِلة إلى أتُون تلك النيران؛ إلا أن دوافعهم في ذلك قد اختلفت، وبواعِثهم عَلَى تَرْكِ تلك الرذيلة قد تعددت وتباينت.
وقد قسمنا موضوعات الكتاب إلى أربعة أقسام، راعَيْنا فيها الترتيب الزمني للأخبار والحوادث، كما راعيت في هذا الكتاب سلاسة الأسلوب، وسهولة الكلمات والجُمَل والفقرات، فأعدت صياغة أصل أكثر القصص الواردة فيه بما يُقرّبها من سائر أذواق أهل زماننا.
– والهدف من هذا الكتاب متعدّد الجوانب، مخْتَلِفِ الجِهَاتِ، فَمِنْ ذلك العظة والعبرة بالنظر في قصص الماضين، وأخبار الأوَّلين.
– الوقوف على نماذج مُشرقة من إيمان السلف الصالح وخَوْفهم مِن الله، وكَبح جماح شهواتهم إزاء مُغْرَيات النفوس وشهوات الحياة.
– الاستفادة من أخبار الأوائل فى الاهتداء إلى كيفية التخلص مِن شَرَكِ إغْوَاء النساء باستعمال حيلٍ شتّى في النجاة.
– فوائد عاقبة الصبر على المعصية من فتنة النساء وكبح الشهوات وهناك أهداف أخرى يَسْتَجْلِيها القارئ الكريم من النظر في قصص الكتاب بإمعان ومزيد من التأمل.