عد أنوريه دي بلزاك بين أشهر كتاب الرواية قاطبة، فعلى يديه اكتمل تحول الرواية من مجرد حكاية أو سرد لأحداث حقيقية أو خيالية إلى بناء فني متكامل يزخر بالحياة والأحداث، ويخضع لمعايير فنية واضحة.
وهو لم يفعل ذلك كما يفعل النقاد عن طريق صياغة النظريات، وإنما صنعه عملا عن طريق عشرات الروايات التي كتبها خلال حياته التي لم تزد على واحد وخمسين عامًا. وليس أدلة على منزلته الأدبية من أن أعماله قد تخطت منذ أمد بعيد إطار الأدب الفرنسي، ونقلت إلى الكثير من لغات البشر.
يرى «سومرست موم» أن «بلزاك» هو أعظم روائي عرفته البشرية. لذا، فلا يمكن أن نتحدث عن الأدب، وخصوصًا الفرنسي، دون أن نشير إليه بالريادة جنبًا إلى جنب مع “إميل زولا” و”فيكتور هوجو” و”لامارتين” و”ألفونس” و”دوريه”.
إن بلزاك من أقرب الكتاب إلى الروح الإنسانية وهو ما سوف نراه في روايته “امرأة في الثلاثين”، والتي ترجمت إلى أكثر من لغة. إضافة إلى ترجمتها إلى العربية أكثر من مرة، وتظل الترجمة التي نحن بصدد نشرها للأديبة “صوفي عبد الله” هي أقرب ترجمة إلى روح النص وإنسانيته اللافتة، فمن خلال الرواية نتعرف إلى امرأة مرهفة الأحاسيس، تخطئ في تجربة الزواج بشخص لا يهمه سوى جسدها دون أن يعبأ بمشاعرها وحالتها النفسية، وسنتعرف في الرواية على مفارقات كبيرة في حياة تلك المرأة الضحية.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.