نفذ
شغف الناس في القديم والحديث بتاريخ العرب في الأندلس، ووجدوا في قراءته والاستماع لأحاديثه لذة روحانية عجيبة لا يجدونها في سواه، ولعل من أسباب هذا الشغف أنهم يقرءون فيه قصة رائعة للبشرية تتقلب فيها أحداث الزمان وتصطخب صروف الأيام، ويداول الدهر فيها بين شطريه فهو مرة صفاء لا يشوبه كدر، وابتسام لا تحوم حوله جهومة، وأمن لا يخالطه حذر، وعز راسخ وقوة وسلطان ونعيم وملكـ كبير، وهو في أخرى هم ونَصَب، وخذلان وبلاء مستطير.
إن قصة الأندلس عجبية حقا، مثيرة للنفس حقًا فيها من أحاديث البطولة والإقدام ما يعجب له العجب، ويهتز له عطف العربي الكريم فيها جرأة طارق وإقدام عبد الرحمن الداخل، وعزيمة الناصر، وعبقرية المنصور، وفيها إلى جانب كل هذا أمثلة رائعة للصبر حين البأس، وللجلد على أشد المكروه، وللتمسك بالعقيدة والسيف مصلت فوق الرءوس، وللثبات في مأزق يفر فيه الشجاع.
التعليقات
مسح الفلاترلا توجد مراجعات بعد.