ملحمة فارس الكبرى الشاهنامه للفردوسي

يتشعب الأدب تشعباً يصعب تصنيفه وتبويبه، ولكنه وضع في إطار تعارف عليه الجميع وهو : “إنه إبداع فكري أياً كان فى الكتابة أو الرسم”، أو النحت أو حتى الموسيقى، حيث إن الإبداع هو خلاصة تجارب الإنسان، وينتقل من جيل إلى جيل فيثرى الحياة الإنسانية، ويؤثر فى وجدان الشعوب فهو كالهواء يسبح في ربوع الأرض، وإذا ما كان ذا طابع خُلقى فإنه يصبح إرثاً عالمياً تتلقفه العقول المتفتحة، وتقتات به النفوس المشتاقة للأعراف والقيم النبيلة وتستقى منه الأرواح المثل العليا والأخلاق الكريمة.
ظهر الأدب كعنصر هام من عناصر تكوين المجتمعات العمرانية قبل ظهور الكتابة فيما يسمى التراث الشفهي أو الأدب الشفهى والذى يجمع بين: التراث الشعبي، والتاريخ ، والأسطورة، والقصص والحكايات والعقائد التي تروى شفاهة، وتنقل متواترة من جيل إلى جيل تشترك فى ذلك المجتمعات البدائية والمتحضرة، بحيث أصبحت مصدر للمعرفة وتأريخ لماضى تلك الحضارات عن طريق الذاكرة.
وقد عبر بعض علماء الأنثروبولجي عن ذلك وأطلقوا عليه: «الفولكلور» أو الفن القولى، أو أدب الشعوب، غير أن الفولكلور أو الأدب الشعبي هو خلاصة إبداع، أو خُلق الجماعة ككل عبر زمن معين ينتقل من جيل إلى جيل فيزيدون عليه أو ينقصونه.