الحديقة المحرمة

قالوا إن الشيخ “بيدر” أخفى واديهم المقدس بحفنة من الرمال، قرأ عليها تعويذة لا يعرفها سواه، وقال بعضهم : لا. بل إنه حين شب الولد “صقر” عن الطوق وكان عفريتاً في تشكيل الطين وتحويله إلى طيور وحيوانات وتماثيل تشبهنا، علمه شيخنا “بيدر” صنع المرايا، وأمره أن يلصقها على جوانب الجبل الجرانيتي، كان يحدد له الأماكن بدقة، لتكون في مواجهة الجبل الأصفر، وهكذا… كلما أشرقت الشمس وحتى غروبها لا تعكس إلا رمال الصحراء، وكلما أضاء القمر السماء لا يعكس نوره الخافت إلا ذروة الجبل المقدس، وبذلك أخفى تلنا وكل ما ومَن عليه عن أعين الجميع، وقد أكد لنا أكثر من مرة أن الطيارين الذين يحلقون بطائراتهم فوق وادينا لن يروا بعد جرف السعادين وعزبة العربان ومضارب سعدون إلا الصحراء من جميع الجهات، وحتى إذا رأوا دخانًا ما يصاعد من أرضنا، سيظنون أن جن الصحراء يتعارك مع بعضه بعضًا.