الفضة المحروقة

تأليف الروائي الأسباني: ريكاردو بيجيليا ، ترجمها عن الاسبانية أحمد عبد اللطيف ، تنطلق رواية “الفضة المحروقة” للكاتب الأرجنتيني ريكاردو بيجليا من حادثة حقيقية: مجموعة من الشباب من بينهم مطرب واعد يسطون على أحد البنوك ويسرقون ميزانية المحافظة. الرواية التي تحولت لفيلم حقق نجاحًا لافتًا، وحصلت على جائزة بلانيتا الأرجنتينية، جاءت بعد أكثر من ثلاثين عامًا من الحادثة لتعيد تركيبها وتحوّل شخصياتها إلى بشر وليسوا مجرد مجرمين فحسب. هكذا يتعمّق بيجليا، بلغته الساحرة وأسلوبه الفاتن، في الحادثة وشخصياتها ومجتمعها، ليرسم لنا خريطة بانورامية لبوينوس آيرس الخمسينات والستينات، لمجتمع منهار واقع تحت الديكتاتورية، كل آمال شبابه تنحصر في مشروعات صغيرة ونجاح مؤقت.
لكن بيجليا لا يستسلم للسؤال السياسي فحسب، بل يذهب أكثر من ذلك ليطرح السؤال الفردي، وعبر هذا السؤال نعرف الكثير عن الإنسان، وعن العالم التحتي ومخابئ المهمشين، لنكتشف أنه عالم يشبه عالمنا، وأن التاريخ الإنساني مرآة ننظر فيها إلى أنفسنا.
“الفضة المحروقة” رواية بوليسية، بها المطاردة والتخطيط والهروب، السطو على بنك هو خطها الرئيسي، لكن بيجليا، بمهارته الفنية، استطاع أن يستخلص من الإطار العام قصصًا فرعية ليست فقط قادرة على الإدهاش، وإنما البقاء في ذاكرة القارئ.