من صفر إلى واحد

الكتاب الذي بين يديك يتحدث عن كيفية بناء شركات تبتكر أشياء جديدة، ويستند إلى كل شيء تعلمته بشكل مباشر بصفتي شريكًا مؤسسًا لشركة باي بال وشركة بلانتير، ثم مستثمرًا في مئات من الشركات الناشئة التي تتضمن، فيس بوك، وسبيس إكس. ولكن، رغم أنني لاحظت العديد من الأنماط – والتي أشرت إليها هنا – لا يقدم هذا الكتاب أية وصفة للنجاح. فبالنسبة لتعليم ريادة المشروعات، تكمن المفارقة في أن مثل تلك الوصفة لا يمكن أن توجد على الإطلاق؛ لأن كل ابتكار يعد جديدًا ومتفردًا، ولا يوجد مرجع يمكنه أن يصف بصورة محددة كيف تكون مبتكرًا. في الحقيقة، إن النمط السائد الوحيد الذي لاحظته هو أن الأشخاص الناجحين يجدون قيمة في أماكن غير متوقعة، ويقومون بهذا من خلال التفكير في الأعمال انطلاقًا من المبادئ الأولى بدلًا من الوصفات.
يستمد هذا الكتاب جذوره من سلسلة من المحاضرات تتحدث عن الشركات الناشئة كنت قد ألقيتها في جامعة ستانفورد عام 2012. فيمكن أن يصير طلاب الجامعات ماهرين للغاية في بضعة تخصصات، لكن الكثير منهم لا يتعلمون أبدًا ما يجب عليهم فعله بتلك المهارات في العالم الأوسع. وكان هدفي الأساسي من تعليم الطلاب هو مساعدتهم على رؤية ما وراء المسارات التي أرستها التخصصات الأكاديمية، والنظر إلى المستقبل الرحب الذي تقع على عاتقهم مسئولية صناعته. وقام أحد أولئك الطلاب – “بليك ماسترز” – بتدوين ملاحظات تفصيلية في الفصل الدراسي، والتي انتشرت خارج أسوار الحرم الجامعي، وفي هذا الكتاب، عملت معه لمراجعة الملاحظات لجعلها تناسب جمهورًا أوسع. فلا يوجد سبب يجعل المستقبل يحدث فقط في ستانفورد، أو في الكلية، أو في وادي السيليكون.