موريارتي

نعود لعوالم الجريمة وخيوط المؤامرات التي تحاك خفية في أزقة لندن في مغامرة شيقة أقل ما قد يقال عنها أنها تحبس الأنفاس!
تبدأ القصة بموت البروفيسور جايمس موريارتي في شلالات رايشنباخ الواقعة في سويسرا بعد مواجهته النهائية مع السيد شيرلوك هولمز، والقضاء على إمبراطوريته الإجرامية في لندن، حيث كانت هذه النهاية هي بداية المغامرة التي بين أيدينا..
بطل الرواية الأول ” تشايس ” وهو محقق أميركي من وكالة بينكترتون الخاصة للتحري، والبطل الثاني ” جونز ” رجل تحرٍّ إنجليزي من سكوتلاند-يارد؛ من أشد المعجبين بالسيد شيرلوك هولمز حيث كان يدرس كل أساليبه ويحاول أن يحذو حذوه في كل مسألة تعرض له..
بعد موت مورياتي يقرر ” ديفرو ” المجرم القادم من نيويورك أن يحل محله وأن يوسع دائرة نفوذه الإجرامي ليصل إمبراطورية مورياتي في لندن، وفي ظل هذه الظروف يلتقي تشايس بجونز لتفكيك نسيج خطة الإستحواذ وإلقاء القبض على ديفرو والحد من جرائمه البشعة والوحشية..
الكثير من التشويق في انتظاركم في طيات هذا الكتاب، استطاع الكاتب أن يسيطر تمامًا على حواس القارئ حتى ليظن أنه متفرج مباشر على الأحداث؛ دقة الوصف بدون اسهاب، سهولة وواقعية النقل، مشاعر الشخصيات والكثير غيرها، الملفت فيها هو الشعور القوي بوجود حضور ثالث في الحكاية يد خفية تسير كل الأحداث وفقًا لإرادة صاحبها، عنوان الرواية لوحده يعتبر نصرًا فاسم ” موريارتي ” خُط عريضًا على غلاف الكتاب ومع ذلك تبدأ الرواية بموته الأمر الذي يدفع القارئ للترقب الشديد والتساؤل عن دور صاحب اسم الرواية في كل الأحداث التي وقعت، النهاية! ويا لها من نهاية لن أقول أنها أعجبتني بقدر ما فاجأتني وأبهرتني ” ففي النهاية إن المجرم الأخطر في إنكلترا ليس ذاك الذي تحسب أنه هو ” وفي اعتقادي أن هذا هو محور الروايات البوليسية ( النهاية الصادمة الغير متوقعة ) ..
رأيي الشخصي أنها رواية ممتازة جدًا تستحق كل الساعات التي ستقضيها متسمرًا أمامها حتى أنك لتكاد لا تغمض عينيك من شدة التشويق، إبداع حقيقي وقضية محبوكة بدقة متناهية وتستطيع الشعور بالحضور الطاغي للسيد هولمز في الكتاب الأمر الذي أضفى طابعًا جيدًا في القصة.