بُتكرت قصة من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ بواسطة الدكتور سبنسر جونسون لكي تساعده على التعامل مع التغيرات الصعبة التي تحدث في حياته، وقد أظهرت له كيف يتعامل مع وضعه المتغير بجدية، ولكن بدون أن يتعامل مع نفسه بجدية مفرطة.
وعندما لاحظ أصدقاؤه كيف تحسنت حياته تحسنًا كبيرًا، وسألوا عن السبب، كشف لهم قصة “الجبن” الخاصة به. وقد روى العديدون – بعد ذلك بسنوات – كيف أن سماعهم لتلك القصة قد ساعدهم على أن يحتفظوا بحس الدعابة لديهم، وأن يتغيروا، وأن يكتسبوا شيئًا أفضل لأنفسهم ولحياتهم، وشجعه كين بلانشارد – المؤلف الذي شاركه تأليف كتاب “مدير الدقيقة الواحدة”2 – على أن يكتب القصة أخيرًا في شكل كتاب لكي يتشاركها مع عدد أكبر من الناس.
وبعد عقدين من ابتكار تلك القصة، نُشر هذا الكتاب وخرج للنور، وسرعان ما تصدر قوائم أكثر الكتب مبيعًا، وطبعت منه مليون نسخة ورقية خلال الـ ١٦ شهرًا الأولى لنشره، وأكثر من ٢١ مليون نسخة خلال السنوات الخمس التالية. وفي عام ٢٠٠٥، أعلن موقع أمازون أن كتاب “من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟” هو الكتاب الأكثر مبيعًا على مدار تاريخ الموقع.
وقد صرح الناس بأن ما اكتشفوه في القصة حسن حياتهم المهنية، ومشروعاتهم، وصحتهم، وزيجاتهم؛ وقد شقت قصة الجبن طريقها إلى المنازل، والشركات، والمدارس، ودور العبادة، والوحدات العسكرية، والفرق الرياضية، وانتشرت حول العالم بالكثير من اللغات الأجنبية … فجاذبية القصة ذات طابع عالمي.
وعلى الجانب الآخر، فإن النقاد لا يفهمون كيف يعزو الكثير من الناس هذه القيمة الكبيرة للقصة؛ فهم يقولون إن القصة شديدة البساطة لدرجة أن طفلًا صغيرًا يستطيع أن يفهمها، وأنها تهين ذكاءهم؛ لأنها مجرد منطق بديهي واضح، وأنهم لم يخرجوا بشيء جديد من القصة؛ بل إن بعضهم يخشى من أن القصة توحي بأن كل التغيير الذي يحدث أمر جيد وأن على الناس أن يتماشوا بلا وعي مع التغييرات غير الضرورية التي يفرضها عليهم الآخرون، رغم أن هذا لا يتفق مع القصة تمامًا.
وقد علق المؤلف بأن كلًّا من المعجبين والنقاد “محقون” بالطريقة الخاصة لكل منهما؛ فما يعطي لقصة “من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟” قيمة ليس المحتوى الوارد بها، وإنما تأويلك لهذا المحتوى وتطبيقك له في موقفك الخاص.
أتمنى أن تكون الطريقة التي تؤول بها قصة “من حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟” وتضعها موضع التنفيذ عونًا لك في العثور على “الجبن الجديد” والاستمتاع به.