جديد
يشير عنوان کتاب [ بيارق التوحيد – قراءة نقدية في المصادر والدراسات ] إلى ركنين اثنين يقوم عليهما هذا الكتاب: الإخوان، والمصادر والدراسات فليس كتابنا سرداً مجرداً لأحداث الإخوان ولا استقصاء لتفاصيل الوقائع، إنما هو تتبع لانعكاس هذا التاريخ على المصادر والدراسات وتحليل نقدي للمادة التاريخية فيها من حيث استمدادها وتفسيرها وتقييمها .
إن تاريخ الإخوان – لما له من جذور فكرية وتشابكات سياسية ونوازع اجتماعية – يحتاج من الباحث أن يقرأ بتأنّ، ويحلل بحذر، ويقيم بإنصاف؛ ذلك لأن تاريخهم كتب في مصادرنا المحلية تحت ظلال قاتمة من الخلاف والفرقة، وفي مثل هذا الجو المشبع بالنفور منهم تنشط أقلام الموتورين والمقتاتين على الفتن . وقد تنبه محمد جلال كشك إلى شيء من هذه المعضلة فقال : “إنّ النهاية المؤسفة لحركة الاخوان قد حالت دون تقييم التجربة بموضوعية، … فجميع الكتابات المعاصرة والحديثة باستثناء محمد أسد أخذت بالطبع جانب ابن سعود ، ولا لوم عليها في ذلك، ولكنها – وبالذات الحديثة منها – تلام لأنها رغم مرور السنين وزوال حدة الصدام مازالت تتجافى للظاهرة وترفض بحثها موضوعياً، والتاريخ يحب العدل، وما لم تنصف ظاهرة الاخوان والهجر فسيظل التاريخ يطالب بهذا الإنصاف ” .
إضاءة : ” الحقيقة مثل الذهب لا نحصل عليها من نموها لكن بغسلها وفصلها عن كل ما يشوبها من الأشياء التي ليست من الذهب “
تولستوي
