المختارون

كيف يُمكن أن يظهر رجلٌ من العدم وسط سحابة من الدخان، فيمزّق الناس أشلاء عبر استخدام قوة عقله فقط، ثمَّ يُجند جيشاً من الأتباع، ويدمرّ مدناً كاملةً، ويتسبب في دمارٍ لم يسبق لعين بشرية أن رأت مثله..
 وكلُّ ما نستطيع إطلاقه على هذا الرجل هو لقب دارك ون؟ ولكن لماذا ظهر دارك ون؟ وما الظروف التي أدّت إلى ظهوره؟ ما الهدف الذي كان يعمل من أجله في أثناء وجوده في العالم، حتى هزمه أبطالنا المختارون الخمسة؟
إنهم خمسة مختارين، جعلهم إنقاذ العالم أبطالاً خارقين، إلا أن محاولة إنقاذه مجدداً قد تقضي عليهم.
عندما هزمت سلون وأصدقاؤها الدارك ون، وخلّصوا العالم من شره، كان ثمن انتصارهم باهظاً على الصعيد الشخصي، فقد خسروا أجمل مراحل حياتهم تقريباً، كما ظلّوا يكافحون على مدار عشر سنوات لمحو آثار تلك المعركة من أذهانهم، وذلك من أجل استعادة نمط حياتهم الطبيعي، ولكن بعد أن غيّر انتصارهم العالم، ولكن: لماذا لم يستطيعوا أن يتغيَّروا أيضاً؟
واجهت سلون من بين المختارين الخمسة صعوبة أكبر في التكيف مع الظروف المستجدة، ويعزي الجميع ذلك إلى إصابتها باضطراب ما بعد الصدمة، ولكنهم كانوا يجهلون جميعاً حقيقة ما واجهته، كما أسهم سرّها الدفين الذي ظلّ يربطها بالماضي في جعل أقرب أربعة أشخاص إليها ينفرون من سلوكها، لأنهم لم يتمكّنوا من أن يتفهّموا ما تعرّضت له.
وفي الذكرى العاشرة للانتصار، حصل ما لم يكن متوقعاً، فقد مات أحد المختارين، وفي جنازته اكتشف المختارون أنهم وأعضاء الحكومة وحتى صاحبة النبوءة التي وجّهت تحركاتهم، كانوا يجهلون جميعاً هدف دارك ون الأساسي، والذي كان أكبر من العالم نفسه.
“المختارون” رواية تجمع بين سحر الخيال الجامح وحكمة الواقع، وقد صهرتهما ڤيرونيكا روث معاً لإنتاج عمل روائي رائع